مسجداً قبل قدوم رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فنزل في مسجدهم وصلى بهم الظهر وخطبهم وكان أول مسجد صلى فيه بالجمعة ، وصلى إلى بيت المقدس وكان الذين صلوا معه في ذلك الوقت مائة رجل . ثم ركب رسول الله « صلى الله عليه وآله » وسلم ناقته وأرخى زمامها فانتهى إلى عبد الله بن أبيّ ، فوقف عليه وهو يُقَدَّر أنه يعرض عليه النزول عنده ، فقال له عبد الله بن أبي بعد أن ثارت الغبرة وأخذ كمه ووضعه على أنفه : يا هذا إذهب إلى الذين غروك وخدعوك وأتوا بك فانزل عليهم ، ولا تغشنا في ديارنا ! فسلط الله على دور بني الحبلى الذر ( النمل الصغير ) فخرق دورهم ، فصاروا نُزَّالاً على غيرهم ، وكان جد عبد الله بن أبي يقال له ابن الحبلى ، فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله لا يعرض في قلبك من قول هذا شئ ، فإنا كنا اجتمعنا على أن نملكه علينا وهو يرى الآن أنك قد سلبته أمراً قد كان أشرف عليه ، فأنزل عليَّ يا رسول الله فإنه ليس في الخزرج ولا في الأوس أكثر فم بئر مني ، ونحن أهل الجلد والعز ، فلا تَجُزْنا يا رسول الله . فأرخى زمام ناقته ومرت تَخِبُّ به ، حتى انتهت إلى باب المسجد الذي هو اليوم ولم يكن مسجداً ، إنما كان مربداً ليتيمين من الخزرج يقال لهما سهل وسهيل ، وكانا في حجر أسعد بن زرارة ، فبركت الناقة على باب أبي أيوب خالد بن زيد ، فنزل عنها رسول الله « صلى الله عليه وآله » فلما نزل اجتمع عليه الناس وسألوه أن ينزل عليهم ، فوثبت أم أبي أيوب إلى الرحل فحلته وأدخلته منزلها ، فلما أكثروا عليه قال