وأرجعه إلى مكة ، فقال المشركون : « إن أبا جهل ليقدر من محمد على ما يشاء . . فيأخذ أصحابه فيربطهم » ! ( تفسير الطبري : 5 / 276 ) . ورووا : « كان الوليد بن الوليد على دين قومه وشهد بدراً مع المشركين فأسر وافتدى ، ثم أسلم ورجع إلى مكة فوثب عليه قومه فحبسوه مع عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام فألحقه رسول الله بهما في الدعاء » . ( الطبقات : 4 / 131 ) . قال المقريزي في إمتاع الأسماع : 9 / 114 : « وكان قوم من الأشراف قد أسلموا ثم فتنوا ( ارتدوا ) ! منهم سلمة بن هشام بن المغيرة ، والوليد بن الوليد بن المغيرة ، وعياش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص السهمي » ! فحقيقة هؤلاء ( المهاجرين ) أنهم كانوا ارتدوا وبعضهم حارب النبي « صلى الله عليه وآله » في بدر ! ه - . ومن أعمالهم : أنهم استغلوا الآية التي أخبرت عن وجود مسلمين مستضعفين لم يستطيعوا الهجرة من مكة ، فقال الله عنهم في غزوة الحديبية : وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . ( الفتح : 25 ) . فادَّعوا ذلك لمن أحبوا من مشركي قريش وطلقائها ! وجعلوهم مسلمين قبل فتح مكة أو مهاجرين ! لذا ينبغي الحذر ممن ادعوا لهم أنهم أسلموا وأرادوا الهجرة فمنعهم المشركون . على أنه ورد عن أهل البيت « عليهم السلام » أن الآية تقصد المؤمنين في أصلاب المشركين قال الإمام الصادق « عليه السلام » : « كان لله ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين