وقد أخفوا الذين كانت نياتهم من هجرتهم دنيوية معروفة ، أو كانوا يصرحون بها مثل مهاجر أم قيس الذي قال إنه هاجر ليتزوج أم قيس وقد ضيعوا اسمه ! قال في فتح الباري : 1 / 16 : « مهاجر أم قيس ولم نقف على تسميته » ! ويظهر أن تحريف الهجرة بدأ في عهد النبي « صلى الله عليه وآله » ولذلك قال : « ألا أنبئكم لمَ سمي المؤمن مؤمناً ؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم . ألا أنبئكم من المسلم ؟ من سلم الناس يده ولسانه . ألا أنبئكم بالمهاجر ؟ من هجر السيئات وما حرم الله عليه » . ( علل الشرائع : 2 / 532 ، ونحوه الكافي : 2 / 235 ، والمحاسن : 1 / 285 ، وصفات الشيعة / 31 ، وفتح الباري : 1 / 51 ) . د . ومن أعمالهم : أنهم غطوا على القرشيين الذين ارتدوا أو عصوا ولم يهاجروا ، وزعموا أنهم كانوا محبوسين من قبائلهم ! ومن أمثلتهم ثلاثة من أقارب عتاة قريش ، فقد زعم البخاري في سبع مواضع من صحيحه أن النبي « صلى الله عليه وآله » دعا لهم شهوراً في قنوته أن ينجيهم الله من أيدي المشركين ، ويقول : « اللهم أنجِ الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين » ! ( صحيح بخاري : 1 / 194 ، و : 2 / 15 ، و : 3 / 233 ، و : 4 / 122 ، و : 5 / 171 ، و : 7 / 118 ، و 165 ) . وهم ابن الوليد بن المغيرة ، وأخ أبي جهل ، وابن عمه ! ( فتح الباري : 8 / 170 ) . ومعنى دعاء النبي « صلى الله عليه وآله » لهم أنهم من الأخيار ! ورووا أن هؤلاء اتفقوا على الهجرة مع عمر فمنعهم قومهم فنزلت فيهم آية التوبة فأرسلها لهم عمر . . ( تفسير الطبري : 24 / 21 ) . لكنهم اعترفوا بأن عياشاً أخ أبي جهل : « قتل رجلاً مؤمناً ، كان يعذبه مع أبي جهل » ! وقالوا إنه أسلم وهاجر مع المهاجرين ، فجاء أبو جهل إلى المدينة وربطه