من المشركين . قال : فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز ، وداخله من ذلك حسد لعلي « عليه السلام » . . فانطلق حتى دخل المدينة ، وتخلف رسول الله « صلى الله عليه وآله » بقبا ينتظر علياً » . أقول : غطى رواة السلطة ترك أبي بكر للنبي « صلى الله عليه وآله » في قباء ، فلم يصرحوا به ، قال ابن هشام : 2 / 342 : « نزل النبي « صلى الله عليه وآله » في قباء . . . ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج بالسنح » . وفي الطبقات : 3 / 174 : « نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته ولم يزل في بيت الحارث بن الخزرج بالسنح حتى توفي رسول الله ( ص ) » . وفي أسد الغابة : 3 / 219 : « وكان منزله بالسنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير ، وكان قد حجر عليه حجرة من شعر ، فما زاد على ذلك حتى تحول إلى المدينة » . وقال ابن خلدون ( 2 ق 2 / 15 ) : « ونزل « عليه السلام » بقبا على سعد بن خيثمة ، وقيل على كلثوم بن الهدم ، ونزل أبو بكر بالسنح في بني الحرث » . وكذب ابن أبي الحديد كذباً صريحاً للتغطية على أبي بكر ! فقال في شرح النهج : 13 / 305 : « وأما حال علي فلما أدى الودائع ، خرج بعد ثلاث من هجرة النبي « صلى الله عليه وآله » فجاء إلى المدينة راجلاً قد تورمت قدماه فصادف رسول الله « صلى الله عليه وآله » نازلاً بقباء على كلثوم بن الهدم فنزل معه في منزله . وكان أبو بكر نازلاً بقباء أيضاً في منزل خبيب بن يساف ، ثم خرج رسول الله « صلى الله عليه وآله » وهما معه من قباء » .