فلما انصرف أبو معبد ورأى ذلك وسأل عن سببه قالت : مرَّ بي رجل قرشي من حاله وقصته كذا وكذا ! قال : يا أم معبد إن هذا الرجل هو صاحب أهل المدينة الذي هم ينتظرونه ، ووالله ما أشك الآن أنه صادق في قوله إنه رسول الله ، فليس هذا إلا من فعل الله . ثم قصد إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » فآمن هو وأهله » . وفي الصحيح من السيرة : 4 / 86 ، ومستدرك الحاكم : 3 / 9 : « فلما عاد أبو معبد ورأى ذلك سأل زوجته عن سببه قالت : مرَّ بنا رجل مباركٌ من حاله كذا وكذا ، قال : صفيه لي يا أم معبد . قالت : رأيت رجلاً ظاهرَ الوَضاءة ، أبلجَ الوجه ، حسنَ الخلق لم تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ ( بِطنة ) ولم تُزْرِ به صَعْلَة ( صغر الرأس ) وسيمٌ قسيم ( جميل حسن الملامح ) في عينيه دَعَجٌ ( سواد ) وفي أشفاره وَطَف ( أجفانه طويلة ) وفي صوته صَحَل ( ليس صوته حاداً بل فيه حركة محببة كالبحة ) وفي عنقه سَطَع ( طول ) وفي لحيته كثَاثة ( كثافة الشعر ) أزجُّ أقْرَن ( حاجباه مقوسان متصلان ) إن صمتَ فعليه الوقار ، وإن تكلم سَمَاهُ وعلاه البهاء ، أجملُ الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأجمله من قريب ، حلوُ المنطق ، فصلاً لا نزرٌ ولا هَذْر ، كأن منطقه خرزات نظمٍ يتحدرن ، ربعةٌ لا تشنؤهُ من طول ، ولا تقتحمه عين من قِصَر » . وفي الثاقب في المناقب / 111 : « عن هند بنت الجون قالت : لما نزل رسول الله « صلى الله عليه وآله » بخيمة أم معبد توضأ للصلاة ومجَّ ماء في فيه على عوسجة يابسة فاخضرَّت وأنارت ، وظهر خضر ورقها وحسن حملها ! وكنا نتبرك بها ونستشفي بها للمرضى . فلما توفي رسول الله « صلى الله عليه وآله » ذهبت بهجتها ونضارتها ! فلما قتل أمير