هو مذموم ، لأنه كشف عنه ما كان مستوراً عليه ، وفي ذلك دليل واضح أنه لا يصلح للاستخلاف بعده ، ولا هو مأمون على شئ من أمر الدين . فقال الناس : صدقت . قال أبو جعفر مؤمن الطاق : يا بن أبي حذرة ذهب دينك كله ، وفضحتَ حيث مدحتَ ! فقال الناس لأبي جعفر : هات حجتك فيما ادعيت من طاعة علي « عليه السلام » . فقال أبو جعفر مؤمن الطاق : أما من القرآن وصفاً فقوله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ . فوجدنا علياً « عليه السلام » بهذه الصفة في القرآن في قوله عز وجل : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ - يعني في الحرب والشعب - أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ . ( البقرة : 177 ) فوقع الإجماع من الأمة بأن علياً أولى بهذا الأمر من غيره ، لأنه لم يفر من زحف قط كما فر غيره في غير موضع ! فقال الناس : صدقت . قال : وأما الخبر عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » نصاً ، فقال : إني تارك فيكم الثقلين ، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض . وقوله « صلى الله عليه وآله » : إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومن تقدمها مرق ومن لزمها لحق . فالمتمسك بأهل بيت رسول الله « صلى الله عليه وآله » هاد مهتد بشهادة من الرسول والمتمسك بغيرها ضال مضل . قال الناس : صدقت يا أبا جعفر . قال : وأما من حجة العقل فإن الناس كلهم يستعبدون بطاعة العالم ، ووجدنا الإجماع قد وقع على علي « عليه السلام » بأنه كان أعلم أصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » وكان الناس يسألونه ويحتاجون إليه ، وكان علي مستغنياً عنهم ، هذا من الشاهد والدليل عليه