وإنما لعايشة بنت أبي بكر تسع ثمن هذا البيت الذي دفن فيه صاحبك ، ولا يصيبها من البيت ذراع في ذراع ! وإن كان صدقة فالبلية أطم وأعظم ، فإنه لم يصب من البيت إلا ما لأدنى رجل من المسلمين ، فدخول بيت النبي « صلى الله عليه وآله » بغير إذنه في حياته وبعد وفاته ، معصية ! إلا لعلي بن أبي طالب « عليه السلام » وولده ، فإن الله أحل لهم ما أحل للنبي « صلى الله عليه وآله » ! ثم قال لهم : إنكم تعلمون أن النبي أمر بسد أبواب جميع الناس التي كانت مشرعة إلى المسجد ما خلا باب علي « عليه السلام » فسأله أبو بكر أن يترك له كوة لينظر منها إلى رسول الله فأبى عليه ، وغضب عمه العباس من ذلك فخطب النبي « صلى الله عليه وآله » خطبة وقال : إن الله تبارك وتعالى أمر لموسى وهارون أَنْ تَبَوَآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلا موسى وهارون وذريتهما ، وأن علياً هو بمنزلة هارون من موسى وذريته كذرية هارون ، ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ولا يبيت فيه جنباً إلا علي وذريته . فقالوا بأجمعهم : كذلك كان . قال أبو جعفر : ذهب ربع دينك يا بن أبي حذرة ، وهذه منقبة لصاحبي ليس لأحد مثلها ، ومثلبة لصاحبك ! وأما قولك : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ، أخبرني هل أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين في غير الغار ؟ قال ابن أبي حذرة : نعم . قال أبو جعفر : فقد أخرج صاحبك في الغار من السكينة وخصه بالحزن ! وكان علي « عليه السلام » في هذه الليلة على