وتقدم من تفسير القمي : 1 / 272 ، وإعلام الورى : 1 / 142 ، قوله « صلى الله عليه وآله » : « فاحْضَروا دارَ عبد المطلب على العقبة ولا تنبهوا نائماً وليتسلل واحد فواحد . وكان رسول الله نازلاً في دار عبد المطلب وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار » . لكن رواة السلطة لم يذكروا بيت عبد المطلب وقالوا : « فواعدوا رسول الله العقبة من أواسط أيام التشريق » . ( ابن هشام : 2 / 299 ، والدرر / 68 ) . وقد تعجبت في هذه السنة ( 1429 ) من أن الوهابيين أقاموا مسجداً صغيراً مكان بيت عبد المطلب جعلوه رمزاً لبيعة الأنصار للنبي « صلى الله عليه وآله » ، ويقع قرب جمرة العقبة على يمين الخارج منها إلى مكة ، مع أنهم اشتهروا بحرصهم على إزالة آثار الإسلام والنبي وآله « صلى الله عليه وآله » ، لكن لا ندري كيف حولوه إلى مسجد ومن أوقفه مسجداً ؟ ! ولعلهم استندوا إلى نص في طبقات ابن سعد ( 1 / 121 ) يقول إن الموضع كان مسجداً ، قال : « وعَدَهُم ( النبي « صلى الله عليه وآله » ) منى وسط أيام التشريق ، ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل ، أن يوافوه في الشعب الأيمن ، إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة ، حيث المسجد اليوم » . أي في زمن ابن سعد في القرن الثالث . 4 . كانت قريش في تلك السنة مستنفرة لمراقبة النبي « صلى الله عليه وآله » وبني هاشم ، لأنها رأت أن عدداً من أهل المدينة دخلوا في الإسلام ، وأن النبي « صلى الله عليه وآله » يأمر أصحابه الذين يتعرضون إلى مضايقات في مكة بالهجرة إلى المدينة . ورغم رقابتهم استطاع النبي « صلى الله عليه وآله » أن يرتب لقاءه بالأنصار بدون علمهم ، وجعله في بيت عبد المطلب في منى ، وواعدهم وقتاً يكون الحجاج فيه قد ناموا « فخرجوا في ثلث الليل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة » ولا بد أنه رتب حراسةً عند مدخل الشعب ومدخل الدار .