وفي الطبقات : 1 / 222 : « فقال رسول الله ( ص ) إن موسى أخذ من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً ، فلا يجدن منكم أحد في نفسه أن يؤخذ غيره ، فإنما يختار لي جبريل فلما تخيرهم قال للنقباء : أنتم كفلاء على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي ؟ قالوا : نعم » . أقول : معنى ذلك أن نظام الاثني عشر من الدين الإلهي ، وأن النبي « صلى الله عليه وآله » اعتمد النقباء الاثني عشر لضمان وفاء الأنصار ببيعتهم . بل تدل الرواية على أن الاثني عشر نظام تكويني ، فالنقباء الكافلون لقومهم بالبيعة اثنا عشر ، والأئمة الربانيون بعد النبي « صلى الله عليه وآله » اثنا عشر ، والأئمة المضلون الذين حذر منهم النبي « صلى الله عليه وآله » ، لأنهم يدعون إلى النار إثنا عشر إماماً أيضاً ! 2 ذكر ابن عبد البر في الدرر / 66 ، أن العقبة الأولى كانت في الموسم قبل حرب بعاث ، وأن النبي « صلى الله عليه وآله » التقى فيها بستة من الخزرج فأسلموا ، ورجعوا إلى المدينة فدعوا إلى الإسلام حتى انتشر فيهم ، وأن العقبة الثانية كانت في العام المقبل مع اثني عشر رجلاً بايعهم رسول الله ( ص ) عند العقبة على بيعة النساء ، ولم يكن أُمِرَ بالقتال . ثم كانت العقبة الثالثة عندما رجع مصعب بن عمير إلى مكة وجاء معه إلى الموسم جماعة ممن أسلم من الأنصار ، يريدون لقاء رسول الله ( ص ) في جملة قوم كفار منهم لم يسلموا بعد ، فأسلموا وبايعوا ، وكانوا سبعين رجلاً وامرأتين ، واختار رسول الله ( ص ) منهم اثنا عشر نقيباً . . . وكانت بيعتهم على حرب الأسود والأحمر ، وأخذ لنفسه واشترط عليهم لربه وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة » . 3 . اختار النبي « صلى الله عليه وآله » دار جده عبد المطلب « رحمه الله » بمنى عند جمرة العقبة ، مكاناً للبيعة