وفي الطبري : 2 / 80 : « وذلك أن قريشاً وصلوا من أذاه بعد موت أبي طالب إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته منه ، حتى نثر بعضهم على رأسه التراب » . وفي الطبقات : 1 / 210 : « لما توفي أبو طالب وخديجة بنت خويلد وكان بينهما شهر وخمسة أيام ، اجتمعت على رسول الله مصيبتان فلزم بيته وأقلَّ الخروج ، ونالت منه قريش ما لم تكن تنال ولا تطمع به » . وفي شرح النهج : 6 / 282 : « وروى الواقدي أيضاً وغيره من أهل الحديث أن عمرو بن العاص هجا رسول الله « صلى الله عليه وآله » هجاء كثيراً ، وكان يعلمه صبيان مكة فينشدونه ويصيحون برسول الله إذا مر بهم رافعين أصواتهم بذلك الهجاء ! فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » وهو يصلي بالحجر : اللهم إن عمرو بن العاص هجاني ولست بشاعر ، فالعنه بعدد ما هجاني . وروى أهل الحديث أن النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص ، عهدوا إلى سلا جمل فرفعوه بينهم ووضعوه على رأس رسول الله « صلى الله عليه وآله » وهو ساجد بفناء الكعبة فسال عليه ، فصبر ولم يرفع رأسه وبكى في سجوده ودعا عليهم ، فجاءت ابنته فاطمة وهي باكية فاحتضنت ذلك السلا فرفعته عنه فألقته ، وقامت على رأسه تبكي ، فرفع رأسه « صلى الله عليه وآله » وقال : اللهم عليك بقريش ، قالها ثلاثاً ، ثم قال رافعاً صوته : إني مظلوم فانتصر ، قالها ثلاثاً ، ثم قام فدخل منزله ، وذلك بعد وفاة عمه أبي طالب بشهرين » .