9 . تفاقم الخطر على النبي « صلى الله عليه وآله » بعد وفاة أبي طالب « رحمه الله » 1 . كانت وفاة أبي طالب وخديجة « صلى الله عليه وآله » قبل الهجرة بسنة وأربعة أشهر تقريباً ، وكانت هذه الفترة خطيرة على حياة رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ولعلها الأخطر على الإطلاق فقد روت عامة مصادرهم قوله « صلى الله عليه وآله » : « ما زالت قريش كاعَّة عني حتى مات أبو طالب » . ( إعلام الورى : 1 / 53 ، والحاكم : 2 / 622 ) . وكاعة أي جبانة . قال الإمام الصادق « عليه السلام » ( الكافي : 1 / 449 ) : « لما توفي أبو طالب نزل جبرئيل على رسول الله « صلى الله عليه وآله » فقال : يا محمد أخرج من مكة فليس لك فيها ناصر ، وثارت قريش بالنبي « صلى الله عليه وآله » فخرج هارباً حتى جاء إلى جبل بمكة يقال له الحجون ، فصار إليه » . وقال الإمام زين العابدين « عليه السلام » ( العياشي : 1 / 257 ) : « فلما فقدهما رسول الله « صلى الله عليه وآله » سئم المقام بمكة ، ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكى إلى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله إليه : يا محمد أخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حرباً . فعند ذلك توجه رسول الله إلى المدينة » . وفي تفسير القمي : 2 / 431 ، أنهم تنادوا لقتله وقالوا : « هلموا فاقتلوا محمداً فقد مات الذي كان ناصره ! فقال الله تعالى : فليدعُ ناديه سندعو الزبانية » . وقال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 36 : « واجترأت قريش على رسول الله بعد موت أبي طالب وطمعت فيه ، وهموا به مرة بعد أخرى » .