أما أبو طالب ، الذي قام الإسلام بنصرته وجهاده وحمايته الفريدة للنبي « صلى الله عليه وآله » بماله ونفسه وأبنائه وعشيرته ! فجعلوا مكافأته سخرية نسبوها إلى النبي « صلى الله عليه وآله » فزعموا أن العباس قال للنبي « صلى الله عليه وآله » : « ما أغنيت عن عمك ! فوالله كان يحوطك ويغضب لك ! قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار » ! فقد رواه بخاري : 4 / 247 ، وكرره في مواضع ، وفسر ضحضاح النار ( 7 / 203 ) بأنه « يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه » وقاولوا : « إن أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار ، فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم ، وأفاع كأنهن البخاتي فضربنهم » ! ( الدر المنثور : 4 / 127 ) . لقد عجزوا عن قتل النبي « صلى الله عليه وآله » ! وعجزوا عن إجلاء بني هاشم من مكة ، أو تسكيت النبي « صلى الله عليه وآله » ودفن دعوته ! فانتقموا منه بأخذ سلطانه وعزل عترته ! وانتقموا من أبي طالب فجعلوه كافراً في قعر جهنم ! وزعموا أن النبي « صلى الله عليه وآله » شفع له شفاعة عكسية ! مع أن الرجل المسلم يشفع لمن سقاه شربة ماء ، فيدخله الجنة وقد استحق النار ! ( ابن ماجة : 2 / 496 ) . والمؤمنين يشفعون : « فيمن وجبت لهم النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا » ( الدر المنثور : 2 / 249 ) . ( أنظر للمؤلف : ألف سؤال وإشكال على المخالفين لأهل البيت الطاهرين « عليهم السلام » : 1 / 174 ) . 5 . لهذا لا تجد في أحاديث أهل البيت « عليهم السلام » ذكراً لأكذوبة نقض قريش للصحيفة ، وأبطاله المزعومين ، لأن الذي نقضها هو الله تعالى ، وليس طغاة قريش ! وكذلك لا صحة لما زعموه من مساعدة بعضهم لبني هاشم في سنوات الحصار وقد ناقش صاحب الصحيح من السيرة ( 3 / 211 ) ذلك ، كالذي رواه ابن إسحاق ( 2 / 145 ) عن هشام بن عمرو : « كان يأتي في الشعب ليلاً قد أوقر جملاً طعاماً حتى إذا أقبل