الحبشة ولكنه إذا رأيته قلت هذا رجل عربي . . . قال المبرد . . . كان أبو نيزر من أبناء بعض الملوك الأعاجم ، قال : وصح عندي بعد أنه من ولد النجاشي فرغب في الإسلام صغيراً فأتى رسول الله « صلى الله عليه وآله » وكان معه في بيوته ، فلما توفي رسول الله « صلى الله عليه وآله » صار مع فاطمة وولدها رضي الله عنهم » . وفي سيرة ابن إسحاق : 4 / 202 : « رأيت أبا نيزر بن النجاشي فما رأيت رجلاً قط عربياً ولا عجمياً ، أعظم ولا أطول ولا أوسم منه ، وجده علي بن أبي طالب مع تاجر بمكة ، فابتاعه منه وأعتقه ، مكافأة للنجاشي لما كان ولي من أمر جعفر وأصحابه ، فقلت لأبي : أكان أبا نيزر أسود كسواد الحبشة ؟ فقال : لو رأيته لقلت رجل من العرب » . ولا نقبل قولهم إن علياً « عليه السلام » اشتراه كغلام ، بل يبدو أنه الذي أرسله والده لنصرة النبي « صلى الله عليه وآله » فكان حليفه ، ثم حليف علي « عليه السلام » . ز . روت المصادر مراسلات بين النبي « صلى الله عليه وآله » والنجاشي ، وأنه كان بينهما هدايا متبادلة فمن ذلك : « أهدى النجاشي إلى رسول الله قارورة من غالية ، وكان أول من عمل له الغالية » . ( عمدة القاري : 13 / 168 ) . « أهدى ملك الروم إلى النبي « صلى الله عليه وآله » جبة سندس فبعث بها إلى جعفر وقال أعطها إلى أخيك النجاشي » . ( لسان العرب : 10 / 343 ، الطبقات : 1 / 456 ، وأبو داود : 2 / 258 ) . « أهدى النجاشي إلى رسول الله ( ص ) بغلة فكان يركبها » . ( عيون الأثر : 2 / 411 ) . « أهدى له النجاشي خفين أسودين ساذجين فلبسهما . وأهدى له خاتماً من ذهب فدعا أمامة ابنة ابنته زينب فقال : تحلي بهذا يا بنية » . ( المناقب : 1 / 147 ، وابن ماجة : 1 / 182 ) .