والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقاً ( عرق التمرة ) إنه كما قلت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنك رسول الله صادق مصدق ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك ، وأسلمت على يديه لله رب العالمين ، وقد بعثت إليك بابني أرها بن الأصحم بن أبجر فإني لا أملك إلا نفسي ، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله ، فإني أشهد أن ما تقول حق ، والسلام عليك يا رسول الله » . وكان سفر ابن العاص بعد هجرتهم مباشرة ، ففي ذخائر العقبى / 213 ، عن ابن مسعود : « أمرنا رسول الله « صلى الله عليه وآله » أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك قريشاً فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعوا للنجاشي هدية » . وفي القمي : 1 / 176 : « فلما بلغ قريش خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي » . والخرائج : 1 / 133 . وقال دحلان في سيرته : 1 / 417 : « كان لعمرو بن العاص هجرتان إلى الحبشة في شأن المهاجرين على ما يذكره التاريخ : أحدهما مع عمارة في بدء الهجرة ، والثاني مع عبد الله بن ربيعة بعد بدر ورجع خائباً خاسراً » . ومكاتيب الرسول للأحمدي : 2 / 441 ، والسيرة الحلبية : 2 / 212 . وقال ابن هشام ( 1 / 221 ) عن رسالة أبي طالب « رحمه الله » : « قال أبو طالب حين رأى ذلك من رأيهم وما بعثوهما فيه أبياتاً للنجاشي يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم : < شعر > ألا ليت شعري كيف في الناس جعفر * وعمرو وأعداء العدو الأقارب وهل نال أفعال النجاشي جعفرا * وأصحابه أم عاق ذلك شاغب تعلم أبيت اللعن إنك ماجد * كريم فلا يشقى لديك المجانب < / شعر >