أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة ، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه ، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، والموالاة على طاعته ، وأن تتبعني فتؤمن بي ، وبالذي جاءني فإني رسول الله ، وقد بعثت إليكم ابن عمي جعفراً ومعه نفر من المسلمين ، فإذا جاؤوك فأقر ودع التجبر ، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل ، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا ، والسلام على من اتبع الهدى » . وذكر له مصادر كثيرة ، منها إعلام الورى / 30 ، وذكر أن النجاشي اسم لملك الحبشة كقيصر وكسرى ، واسم ذلك النجاشي أصحمة ، وهي بالحبشية بمعنى عطية . ثم روى كتاب أبي طالب « رحمه الله » إلى النجاشي ، وفيه : < شعر > تعلَّمْ مليك الحبْش أن محمداً * نبيٌّ كموسى والمسيح بن مريمِ أتى بالهدى مثل الذي أتيا به * وكل بأمر الله يهدي ويعصم وإنكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المرجِّمِ فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا * فإن طريق الحق ليس بمظلم وإنك ما يأتيك منا عصابة * بفضلك إلا أرجعوا بالتكرم » < / شعر > وذكر مصادره : ( البحار : 35 / 163 و : 18 / 418 ، وابن أبي الحديد : 14 / 75 ، والمناقب لابن شهرآشوب : 1 / 62 وطبعة / 44 والغدير : 7 / 331 ، والحاكم : 2 / 623 ، وإعلام الورى : 30 و 55 ، وابن هشام : 1 / 357 ) . وروى الأحمدي في : 2 / 448 ، أن النجاشي أسلم على يد جعفر وكتب إلى النبي « صلى الله عليه وآله » : « بسم الله الرحمن الرحيم . إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبجر . سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته من الذي لا إله إلا هو ، الذي هداني للإسلام ، بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فورب السماء