فوالله ما علمنا فرحنا بشئ قط فرحنا بظهور النجاشي . قالت : ورجع النجاشي وقد أهلك الله عدوه ومكن له في بلاده واستوسق عليه أمر الحبشة ، فكنا عنده في خير منزل ، حتى قدمنا على رسول الله « صلى الله عليه وآله » » . ( ذخائر العقبى / 209 ، وسيرة ابن إسحاق : 4 / 193 ، وابن هشام : 1 / 224 ، والخرائج : 1 / 133 ، عن ابن مسعود « رحمه الله » مختصراً . ورواه في إعلام الورى : 1 / 115 ، وفيه احتجاج جعفر : « فقال : أيها الملك سلهم أنحن عبيد لهم ؟ قال عمرو : لا ، بل أحرار كرام . قال : فسلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها ؟ قال : لا ، ما لنا عليهم ديون . قال : فلهم في أعناقنا دماء يطالبوننا بذحولها ؟ قال عمرو بن العاص : لا ، ما لنا في أعناقهم دماء ولا نطالبهم بذحول . قال : فما تريدون منا ؟ قال عمرو : خالفونا في ديننا ودين آبائنا ، وسبوا آلهتنا ، وأفسدوا شباننا ، وفرقوا جماعتنا ، فردهم إلينا ليجتمع أمرنا . فقال جعفر : أيها الملك خالفناهم لنبي بعثه الله فينا ، أمرنا بخلع الأنداد ، وترك الاستقسام بالأزلام ، وأمرنا بالصلاة والزكاة ، وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حلها ، والزنا والربا والميتة والدم ، وأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي . فقال النجاشي : بهذا بعث الله عيسى بن مريم » . د . أرسلوا ابن العاص مرتين إلى النجاشي ، وكتب له النبي « صلى الله عليه وآله » وأبو طالب « رحمه الله » ، قال الشيخ الأحمدي « رحمه الله » في مكاتيب الرسول « صلى الله عليه وآله » : 1 / 430 : « كتابه « صلى الله عليه وآله » إلى النجاشي الأول من مكة : « بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة : سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن ، وأشهد