وفي الطبقات : 3 / 269 : « أسلم عمر بن الخطاب بعد أن دخل رسول الله دار الأرقم ، وبعد أربعين أو نيف وأربعين بين رجال ونساء قد أسلموا قبله ، وقد كان رسول الله قال بالأمس : اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك : عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام فلما أسلم عمر نزل جبريل فقال : يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر » ! 5 . لا يبعد أن تكون للأرقم غرفة في بيت أبيه أبي الأرقم ، وبما أن الدار قرب الصفا في طريق النبي « صلى الله عليه وآله » من بيته إلى المسجد ، لذا اختاروه ولفقوا حوله القصص وجعلوه مقراً سرياً للنبي « صلى الله عليه وآله » أو مسجداً يجتمع فيه المسلمون حتى بلغوا أربعين شخصاً بعمر فأعلنوا إسلامهم ! وغرض مخترع القصة مدح عمر بن الخطاب وأن الإسلام قد عز به بعد ذله ، ودخل مرحلة العلنية بعد مرحلته السرية . وقد نص على ذلك بعضهم كالصالحي في سبل الهدى : 2 / 319 ، قال : « دخل النبي ( ص ) دار الأرقم يعبد الله تعالى فيها سراً من قومه ، ودخل معه جماعة ، حتى تكامل المسلمون أربعين رجلاً ، وكان آخرهم عمر بن الخطاب ، فلما تكاملوا أربعين رجلاً فخرجوا » ! لكن الصالحي اعترف ( 2 / 230 ) بأنها مكذوبة ، قال : « وذكر إسلام عمر هنا غريب ، والصحيح أنه أسلم بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة » . 6 . ثم رووا أن عائشة أخذت قصة دار الأرقم فقالت إن البطولة فيها كانت لأبيها قبل عمر ! فقد روى في سبل الهدى ( 2 / 319 ) عن سليمان بن خيثمة عن عائشة قصة مطولة