تكذب نفسها بنفسها ، خلاصتها أن المسلمين كانوا ثمانية عشر : « فألحَّ أبو بكر على رسول الله في الظهور . . . فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله » وقام أبو بكر خطيباً « فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضرباً شديداً ، ووطئ أبو بكر وضرب ضرباً شديداً ، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرقهما لوجهه من على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه ! وجاءت بنو تيم يتعادون ( ولم تذكر اسم واحد منهم ) فأجلت المشركين عن أبي بكر ، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته ، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا : والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب فتكلم في آخر النهار فقال : ما فعل رسول الله » ! ! 7 . مشكلة هؤلاء الرواة أنهم يريدون إثبات بطولات لشخصيات السلطة ، فيقعون في التناقض مع ثوابت السيرة القطعية كمراحل الدعوة ومنطق الأمور ! فمن الثابت كما تقدم أن الدعوة العامة لم تكن ممكنة قبل إهلاك المستهزئين الخمسة ونزول قوله تعالى : فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئينَ . ( الحجر : 94 - 95 ) . وعندما صدع النبي « صلى الله عليه وآله » بالدعوة العامة في السنة الثالثة وقفت قبائل قريش ضده ، ومنعت أبناءها وعبيدها من الإسلام ، وكان أشدهم بنو مخزوم بقيادة أبي جهل ، حتى قتل ياسراً وزوجته سمية رحمهما الله .