بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قبلها ولمسها بيده ، فلما قالوا ذلك للأوس نفروا وقالوا : إقطعوا الحلف بيننا وبينكم فقطعوه ، ثم انقطع هذا الحلف » . ح . كانت وصية الوليد لأولاده من أغرب الوصايا ، ففي المنمق / 191 : « فلما حضرت الوليد الوفاة . . . فدعا ولده هشاماً وخالداً والوليد والفاكه وأبا قيس وقيساً وعبد شمس وعمارة ، فقال لهم : يا بَني إني أوصيكم بثلاث فلا تضيعوهن : دمي في خزاعة فلا تطلُّنَّه ، والله إني لأعلم أنهم منه براء ولكن أخشى أن تُسَبُّوا به بعد اليوم ! ورباي في ثقيف فلا تدَعوه حتى تأخذوه ، وعُقري عند أبي أزيهر الدوسي فلا يفوتنكم به ، وكان أبو أزيهر قد زوجه ابنة له ثم أمسكها عنه فلم يدخلها عليه حتى مات . . . فقال له بنوه : والله ما نعلم أحداً من العرب أوصى بنيه بشر مما أوصيت به . . . فلما هلك الوليد بن المغيرة وثبت بنو مخزوم على خزاعة يلتمسون عقله . . . وغلظ الأمر بينهم ، وكان الذي أصاب الوليد سهمه رجلاً من كعب بن عمرو من خزاعة . . . ثم إن الناس ترادوا وعرفوا أنما يخشى القوم السُّبَّة ، فأعطتهم خزاعة بعض العقل وانصرفوا عن بعض . . » . وسبب طلبهم ديته من خزاعة لأن الوليد « مرَّ بنبل لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق فأصابته شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه ، فمات وهو يقول : قتلني رب محمد » ! ( الخصال / 279 ) . فاعترف بأن رب محمد قتله ، ومع ذلك أوصى بأخذ الدية من صاحب السهام ! ونفذ ابنه خالد وإخوته وصيته ، وقتلوا أبا أزيهر الدوسي غيلة ، قتله هشام بن الوليد عندما كان ضيفاً عند حليفهم أبي سفيان ! ( المنمق / 199 و 203 ، وسيرة ابن هشام : 2 / 278 ) .