محمداً « صلى الله عليه وآله » وليس أحد من العرب يقرأ كتاباً ، ولا يدَّعي نبوةً ، ولا وحياً ، فقاتل بمن أطاعه من عصاه ، يسوقهم إلى منجاتهم ، ويبادر بهم الساعة أن تنزل بهم . يحسر الحسير ، ويقف الكسير فيقيم عليه حتى يلحقه غايته ، إلا هالكاً لا خير فيه حتى أراهم منجاتهم ، وبوأهم محلتهم ، فاستدارت رحاهم ، واستقامت قناتهم . وأيم الله لقد كنتُ من ساقتها ، حتى تولت بحذافيرها ، واستوسقت في قيادها ، ما ضعفتُ ولا جبنتُ ، ولا خنتُ ولا وهنتُ . وأيم الله لأبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته » . ومن خطبة له « عليه السلام » : « إن الله بعث محمداً نذيراً للعالمين ، وأميناً على التنزيل وأنتم معشر العرب على شرِّ دين ، وفي شر دار ، منيخون بين حجارة خشن وحيات صم ، تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، الأصنام فيكم منصوبة والآثام بكم معصوبة » ( نهج البلاغة : 1 / 66 ) . وكان العرب مجتمعاً مقاتلاً يعيشون هاجس الحرب ، ففي عيون أخبار الرضا « عليه السلام » : 2 / 281 : « قلت له : جعلت فداك ، لم سموا العرب أولادهم بكلب ونمر وفهد وأشباه ذلك ؟ قال : كانت العرب أصحاب حرب ، فكانت تهول على العدو بأسماء أولادهم ، ويسمون عبيدهم فرج ومبارك وميمون ، وأشباه ذلك يتيمنون بها » . ه . استطاع كعب الأحبار أن يقنع عمر بأن الإسلام كالبعير ، سوف يكبر ويموت ! وأن قريشاً والعرب سَيُبَادون ! وأن الكعبة ستهدم فلا تبنى أبداً ! ومكة ستخرب فلا تعمر أبداً ! ففي مسند أحمد : 3 / 463 ، و : 5 / 52 : « كنت في مجلس فيه عمر بن