هذه صواعق تهامة ، هذا الفتح قد حضر فأبشروا ! إن القوم يصيبهم مثل ما أصابكم ! فصَعَقَتْ من الغد فأصيب من أصحاب ابن الزبير عدة فقال الحجاج : ألا ترون أنهم يصابون وأنتم على الطاعة وهم على خلاف الطاعة » ! وفي نهاية ابن كثير : 8 / 363 : « فنزلت صاعقة على المنجنيق فأحرقته ، فتوقف أهل الشام عن الرمي والمحاصرة فخطبهم الحجاج فقال : ويحكم ألم تعلموا أن النار كانت تنزل على من كان قبلنا فتأكل قربانهم إذا تقبل منهم ! فلولا أن عملكم مقبول ما نزلت النار فأكلته ! فعادوا إلى المحاصرة » ! د . وكانت فيهم صفات جاهلية ، فقد وصف جعفر حالهم قبل الإسلام فقال للنجاشي : « كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسئ الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه » ! ( مسند أحمد : 1 / 2020 ) . وفي صحيح بخاري : 4 / 63 : « حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفاً ، فقام ترجمان فقال : ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة : سل عما شئت ؟ قال : ما أنتم ؟ قال : نحن أناس من العرب ، كنا في شقاء شديد ، وبلاء شديد ، نمص الجلد والنوى من الجوع ، ونلبس الوبر والشعر ، ونعبد الشجر والحجر ، فبينا نحن كذلك ، إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته ، إلينا نبياً من أنفسنا ، نعرف أباه وأمه » . وفي نهج البلاغة : 1 / 199 ، من خطبة لأمير المؤمنين « عليه السلام » : « أما بعد فإن الله سبحانه بعث