أبتر لا عقب له ، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه ، فأنزل الله تعالى في ذلك : إنا أعطيناك الكوثر . ما هو خير لك من الدنيا وما هو فيها ، والكوثر العظيم من الأمر . إن شانئك هو الأبتر : العاص بن وائل » . ( أسباب النزول للواحدي / 307 ، وابن هشام : 2 / 265 ) . « عن ابن عباس قال : نزلت هذه السورة في العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم أنه رأى رسول الله ( ص ) يخرج من المسجد وهو يدخل ، فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا ، وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس ، فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تحدث ؟ قال : ذاك الأبتر ، يعني النبي « صلى الله عليه وآله » وكان قد توفى قبل ذلك عبد الله بن رسول الله وكان من خديجة ، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر ، فسمته قريش عند موت ابنه أبتر وصنبوراً ، فأنزل الله سبحانه : إنا أعطيناك الكوثر » . ( أسباب النزول / 306 ، وتفسير الثعلبي : 10 / 307 ، ومجمع البيان : 10 / 459 ، والبحار : 17 / 203 . وتاريخ دمشق : 12 / 128 ، وفيه : « وكانت خديجة إذا ولدت ولداً دفعته لمن ترضعه ، فلما ولدت فاطمة « عليها السلام » لم تُرضعها أحداً غيرها » . أقول : الكوثر هنا تعني حوض الكوثر في المحشر ، وتعني نهر الكوثر في الجنة ، وتعني ذرية فاطمة « عليها السلام » . فكوثر الذرية هم ذرية فاطمة « عليها السلام » . وفي السورة حقائق كثيرة . 2 - أهمية الولد الوارث للنبي « صلى الله عليه وآله » في المجتمع القبلي يكون الولد الذكر سند أبيه ووارثه . وفي نظام الأسرة الربانية المختارة تظهر أهمية ذرية النبي : إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . ( آل عمران : 33 - 34 ) .