أبو ذر القبر بيده ثم قال : رحمك الله يا ذر ، والله إن كنت بي باراً ، ولقد قبضت وإني عنك لراض ، أما والله ما بي فقدك وما عليَّ من غضاضة ، ومالي إلى أحد سوى الله من حاجة ، ولولا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ، ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ! والله ما بكيت لك ولكن بكيت عليك ، فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك ؟ ثم قال : اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك ، فأنت أحق بالجود مني » . وفي الكافي : 2 / 458 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » : « جاء رجل إلى أبي ذر فقال : يا أبا ذر ما لنا نكره الموت ؟ فقال : لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة ، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب ! فقال له : فكيف ترى قدومنا على الله ؟ فقال : أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسئ منكم فكالآبق يرد على مولاه ! قال : فكيف ترى حالنا عند الله ؟ قال : أعرضوا أعمالكم على الكتاب ، إن الله يقول : إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ . قال فقال الرجل : فأين رحمة الله ؟ قال : رحمة الله قريب من المحسنين » . وفي كامل الزيارات / 153 ، عن عروة قال : « سمعت أبا ذر وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة ، فقال له الناس : يا أبا ذر أبشر فهذا قليل في الله تعالى ، فقال : ما أيسر هذا ، ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن علي قتلاً ، أو قال ذبحاً ؟ ! والله لا يكون في الإسلام أعظم قتيلاً منه ، وإن الله سيسلُّ سيفه على هذه الأمة لا يغمده أبداً ، ويبعث قائماً من ذريته فينتقم من الناس ! وإنكم لو تعلمون ما يدخل على أهل