« فقال أبو ذر : أجل والله لقد رأيتني رابع أربعة مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » ما أسلم غيرنا وما أسلم أبو بكر ولا عمر . فقال علي « عليه السلام » : والله لقد رأيته وهو رابع الإسلام » . وقال النووي في المجموع : 4 / 35 : « قيل كان رابع من أسلم وقيل خامس » . وروى الطيالسي / 157 ، والحارث / 304 ، والآحاد والمثاني : 2 / 230 ، « عن أبي ذر قال : كنت ربع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة نفر وأنا الرابع » وابن حبان : 16 / 83 ، وكبير الطبراني : 2 / 147 ، والحاكم : 3 / 341 ، وصححه ، والزوائد : 9 / 327 ، ووثقه ، وغيرهم . وبه يظهر تعصب بخاري وابن حجر . وقال أبو نعيم في حلية الأولياء : 1 / 156 : « هو العابد الزهيد ، القانت الوحيد ، رابع الإسلام ، ورافض الأزلام ، قبل نزول الشرع والأحكام ، تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام ، وأول من حيا الرسول بتحية الإسلام ، لم يكن تأخذه في الحق لائمة اللوام ، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام ، أول من تكلم في علم البقاء ، وثبت على المشقة والعناء ، وحفظ العهود والوصايا ، وصبر على المحن والرزايا ، واعتزل مخالطة البرايا إلى أن حل بساحة المنايا ، أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ، خدم الرسول ، وتعلم الأصول ، ونبذ الفضول » . انتهى . لكنهم لم يتركوا حديثه بدون تخريب ، فجعلوا الثلاثة قبله : النبي « صلى الله عليه وآله » وأبا بكر وبلالأً ، وحذفوا علياً وخديجة وجعفراً وزيداً وحمزة وأبا طالب ! ثم كذبوا على أبي ذر « رحمه الله » بأنه قال : « لم يسلم قبلي إلا النبي وأبو بكر وبلال » ( الحاكم : 3 / 342 ) مع أنهم رووا حديثاً صحيحاً متواتراً عن عفيف الكندي سمى فيه الثلاثة الذين قبله ، قال : « كنت امرأ تاجراً وكنت صديقاً للعباس بن عبد المطلب في الجاهلية فقدمت لتجارة فنزلت على العباس بن عبد المطلب بمنى ، فجاء رجل