بكر إلا ما نسبه إلى عمار ، قال : « اكتفى بهذا الحديث لأنه لم يجد شيئاً على شرطه غيره ، وفيه دلالة على قدم إسلام أبي بكر ، إذ لم يذكر عمار أنه رأى مع النبي ( ص ) من الرجال غيره » ! فيكفي عنده لإثبات أولية إسلام أبي بكر حديث مبهم ، ويرد به أحاديث قوية كحديث إسلام أبي ذر ! قال : « قد اتفق الجمهور على أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال » . والجمهور هنا أتباع السلطة ، واتفاقهم حجة وكفى ! 4 - روى مسلم ( 7 / 152 ) قصة إسلام أبي ذر بخلاف رواية بخاري ، وفيها أنه صلى قبل الإسلام بثلاث سنين ودخل مكة فسأل : « أين هذا الذي تدعونه الصابئ » ؟ وأنهم اجتمعوا عليه وضربوه وأدمَوْه فغسل عنه الدماء بماء زمزم ، وبقي شهراً لم ير النبي « صلى الله عليه وآله » ولم يكن له طعام إلا ماء زمزم حتى سمن ، ثم رأى النبي « صلى الله عليه وآله » جاء للطواف مع أبي بكر فسلم عليه ، واستأذن أبو بكر من النبي « صلى الله عليه وآله » أن يضيفه فأطعمه من زبيب الطائف ! وأسلم ورجع إلى قومه يدعوهم . . . قال ابن حجر ( 7 / 132 ) : « وقد أخرج مسلم قصة إسلام أبي ذر من طريق عبد الله بن الصامت عنه ، وفيها مغايرة كثيرة لسياق ابن عباس . . ويمكن التوفيق بينهما بأنه لقيه أولاً مع علي ثم لقيه في الطواف أو بالعكس . . . وقال القرطبي : في التوفيق بين الروايتين تكلفٌ شديد ، ولا سيما أن في حديث عبد الله بن الصامت أن أبا ذر أقام ثلاثين لا زاد له ، وفي حديث ابن عباس أنه كان معه زاد وقربة ماء . . إلخ . » . وصدق القرطبي ، فرواياتهم في إسلامه متناقضة لا يمكن الجمع بينها ! 5 - شهد أهل البيت « عليهم السلام » وأبو ذر « رحمه الله » أنه رابع المسلمين الذين أعلنوا إسلامهم ، وهم علي وجعفر وزيد وأبو ذر . ففي الفوائد الرجالية : 2 / 153 ، في حديث نفي عثمان لأبي ذر :