أحاديث النبي « صلى الله عليه وآله » فيهم وفي مخالفيهم ، وثورته على معاوية وعثمان ، ونفي معاوية له إلى بر الشام ، ونفي عثمان له إلى الربذة وموته فيها غريباً وحيداً ، وصلاة ركب من الصالحين عليه ، فيهم مالك الأشتر « رحمه الله » كما أخبره النبي « صلى الله عليه وآله » . وغاية ما رواه قوله « رحمه الله » : « لو وضعتم الصمصامة على هذه ، وأشار إلى قفاه ، ثم ظننت أنى أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله « صلى الله عليه وآله » قبل أن تجيزوا عليَّ لأنفذتها » ( 1 / 25 ) وكتم أنه قال ذلك عندما منعه عثمان من التحديث عن النبي « صلى الله عليه وآله » ! بل تعمد البخاري تزوير نفي عثمان له إلى الربذة بأنه كان خلافاً بسيطاً مع معاوية في تفسير قوله تعالى : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . فشكاه إلى عثمان فجاء أبو ذر إلى المدينة : « فكثر عليَّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك ، فذكرت ذلك لعثمان فقال لي : إن شئت تنحيت فكنت قريباً . فذاك الذي أنزلني هذا المنزل » ! أي الربذة ! ( 2 / 111 ، و : 5 / 203 ) . ثم روى بخاري أن النبي « صلى الله عليه وآله » ذم أبا ذر وقال له : « إنك امرؤ فيك جاهلية » ! ( 1 / 13 و : 3 / 123 و : 7 / 85 ) . وأمره أن يطيع الحاكم بعده حتى لو كان عبداً حبشياً : « إسمع وأطع ولو لحبشي كان رأسه زبيبة » . ( 1 / 171 ) . أي وجهه أسود كالزبيبة السوداء . وروى عنه أحاديث لتأييد مكذوبات رواة السلطة مثل أن النبي « صلى الله عليه وآله » حكم بأن التوحيد كاف لدخول الإنسان الجنة حتى لو لم يؤمن بالنبي « صلى الله عليه وآله » وزنى وسرق على رغم أنف أبي ذر ! ( 2 / 69 و : 4 / 81 و : 7 / 43 و 137 و 176 و : 8 / 196 ) وحديث أن الشمس تستأذن بالسجود فلا يؤذن لها ! ( 4 / 75 و : 6 / 30 و : 8 / 136 و 178 ) . وأن المسجد الحرام كان أول بيت وضعه الله للناس قبلة ، ثم وضع المسجد الأقصى بعده بأربعين يوماً !