فقال أبو طالب لجعفر : أي بني صل جناح ابن عمك ، قال : فمضى جعفر مسرعاً حتى وقف بجنب علي . فلما أحس به النبي أخرهما وتقدم ، وأقمنا موضعنا حتى انقضى ما كانوا فيه من صلاتهم ، ثم التفت إليَّ النبي فرآناً بالموضع الذي كنا فيه فنهض ونهضنا معه مقبلين ، فرأينا السرور يتردد في وجه أبي طالب ، ثم انبعث يقول : إن علياً وجعفرا ثقتي . . الأبيات . . قال : فلما آمنت به ودخلت في الإسلام سألت النبي عن تيك الصلاة فقال : نعم يا صلصال هي أول جماعة كانت في الإسلام » . ويظهر من ترجمة صلصال بن الدلهمس التيمي أنه كان شيعياً ، فقد روت له مصادر الطرفين أحاديث في فضائل علي وأهل البيت « عليهم السلام » ، وعده ابن حبان في الثقات : 3 / 196 ، وقال : « له صحبة ، حديثه عند ابنه الضوء بن الصلصال » . ومن أحاديثه : « قال كنت عند النبي « صلى الله عليه وآله » في جماعة من أصحابه فدخل علي بن أبي طالب فقال له النبي : كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ! ألا من أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحب الله أدخله الجنة . ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار » . ( تاريخ دمشق : 42 / 283 ) . كما يظهر أن زمان حديث الدلهمس في السنة الأولى للبعثة ، حيث كانت الحراسة مشددة على النبي « صلى الله عليه وآله » . أما مكانه فقد وصفته رواية بأنه ( حِيرٌ لأبي طالب ) أي بستان أو أرض زراعية محوطة . وأما دور الدلهمس فكان مساندة بني هاشم ببعض الشباب من حلفائهم من البادية للحراسة غير المباشرة للنبي « صلى الله عليه وآله » ، أما المباشرة فهي خاصة بأبي طالب وحمزة وجعفر وعلي « عليهم السلام » .