3 - كان أبو طالب وحمزة مسلمَيْن يخفيان إسلامهما أ . كان أبو طالب كأبيه عبد المطلب رضوان الله عليهما ، يعرف أن محمداً « صلى الله عليه وآله » هو النبي الموعود من ذرية إبراهيم وإسماعيل « صلى الله عليه وآله » ، وكان يؤمن به ويحبه ويحرسه ، وتقدم من سيرته ما فيه الدليل القاطع على إسلامه وإيمانه ، ويأتي أيضاً . أما حمزة « رحمه الله » فذكر رواة السلطة أنه أسلم في السنة الثالثة أو الرابعة عندما شتم أبو جهل النبي « صلى الله عليه وآله » فغضب وانتصر للنبي « صلى الله عليه وآله » وضرب أبا جهل وأعلن إسلامه . لكن الصحيح أنه أعلن إسلامه يومئذ ، وأنه أسلم أول بعثة النبي « صلى الله عليه وآله » ووقف إلى جنبه في مواجهة قريش ، ووقاه بنفسه مع أبي طالب وعلي وجعفر وزيد بن حارثة كما يدل عليه حديث إسلام أبي ذر « رحمه الله » الآتي . فقد رتب أبو طالب وبنو هاشم نظام حراسة مشددة حول النبي « صلى الله عليه وآله » وكانوا يدققون في من يريد لقاءه . ففي الكافي : 8 / 297 ، وأمالي الصدوق / 567 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » ، من حديث فيه قول أبي طالب لأبي ذر : « قم معي ، فتبعته فدفعني إلى بيت فيه حمزة فسلمت عليه وجلست ، فقال لي : ما حاجتك ؟ فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم ؟ فقال : وما حاجتك إليه ؟ قلت : أؤمن به وأصدقه وأعرض عليه نفسي ولا يأمرني بشئ إلا أطعته ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ؟ قال : فشهدت قال : فدفعني حمزة إلى بيت فيه جعفر . . » . ب . أعلن حمزة إسلامه يوم ثأر للنبي « صلى الله عليه وآله » ، وتحدى قريشاً في ناديهم ، وضرب أبا جهل زعيم بني مخزوم ! فقد روى ابن إسحاق : 2 / 151 ، وابن هشام : 1 / 188 : « أن أبا جهل