بذلك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً ، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله « صلى الله عليه وآله » أن يكلمهم بدره أبو لهب فقال : لقد سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله « صلى الله عليه وآله » . فأمر علياً في اليوم الثاني أن يفعل كما فعل آنفاً وبعد أن أكلوا وشربوا قال لهم : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقال علي : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا . قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! وعلى حسب نص الإسكافي أنه قال : هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي من بعدي . وقالوا لأبي طالب : أطع ابنك ، فقد أمره عليك » . ثم قال صاحب الصحيح : « ولا بد أن نشير هنا إلى أن الطبري قد ذكر هذا الحديث في تاريخه على النحو المتقدم ، ولكنه ندم على ذلك على ما يظهر فذكر نفس هذا الحديث في تفسيره برمته حرفياً متناً وسنداً ، ولكنه غيَّر فيه عبارة واحدة فذكرها على النحو التالي : فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا . إلى أن قال : ثم قال : إن هذا أخي وكذا وكذا ! وقد تبعه على هذا ابن كثير الشامي أيضاً فلم تسمح نفسه بذكر ما في تاريخ الطبري ، بل نقل خصوص ما في التفسير مع أن تاريخ الطبري هو مصدره ومعتمده ! كما أن محمد حسين هيكل أورد في كتابه حياة محمد في الطبعة الأولى / 104 ، نص الطبري في التاريخ ، ثم عاد فحذف من الطبعة الثانية / 139 سنة 1354 ، قوله :