وينص حديث إسلام أبي ذر على أنهم جعلوا حول النبي « صلى الله عليه وآله » ثلاث حلقات أمنية ، فعندما طلب أبو ذر من أبي طالب أن يلتقي بالنبي « صلى الله عليه وآله » حقق معه عن غرضه وواعده اليوم الثاني ، وفي اليوم الثاني أخذه إلى حمزة ، فحقق معه وسلمه إلى جعفر ، فحقق معه جعفر وسلمه إلى علي « عليه السلام » ، فحقق معه وأدخله على النبي « صلى الله عليه وآله » !
2 . استمرت العاصفة ثلاث سنين حتى أهلك الله المستهزئين استمرت هذه المرحلة ثلاث سنين ، حتى أزاح الله من طريق رسوله « صلى الله عليه وآله » عتاة المستهزئين وأمره أن يصدع بالدعوة . ففي كمال الدين / 328 ، عن الإمام الباقر « عليه السلام » قال : « ما أجاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » أحد قبل علي بن أبي طالب وخديجة « عليها السلام » . ولقد مكث رسول الله « صلى الله عليه وآله » بمكة ثلاث سنين مختفياً خائفاً يترقب ويخاف قومه والناس » .
وفي تفسير القمي : 1 / 377 : « فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ . إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ ، فإنها نزلت بمكة بعد أن نُبِّئ رسول الله « صلى الله عليه وآله » بثلاث سنين . . . فلما أتى لذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه : فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ . . . دخل أبو طالب إلى النبي « صلى الله عليه وآله » وهو يصلي وعليٌّ بجنبه وكان مع أبي طالب جعفر ، فقال له أبو طالب : صِلْ جناح ابن عمك ، فوقف جعفر على يسار رسول الله « صلى الله عليه وآله » فبدر رسول الله من بينهما ، فكان رسول الله يصلي وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة يأتمون به .

182