قمئة ! فلم يزل يقبل رجليه مرة ويديه مرة ويقول : لئن أدركت زمانك لأضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند . أنت سيد ولد آدم وسيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين ، والله لقد بكت له البيع والأصنام والشياطين ، فهي باكية إلى يوم القيامة ! وأنت دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ، أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية » ! أقول : روى ابن هشام قصة بحيرا في سيرته ( 1 / 116 ) وحذف منها ما يتعلق بإيمان أبي طالب « عليه السلام » ، وفي سيرة ابن إسحاق الموجودة : 2 / 55 : « فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن فأسرع به إلى بلاده ، فخرج به عمه أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام . فزعموا فيما يتحدث الناس أن زبيراً وتماماً ودريساً ، وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله « صلى الله عليه وآله » في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب أشياء فأرادوه ، فردهم عنه بحيرا وذكرهم الله عز وجل وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته ، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا إليه ، حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال ، فتركوه وانصرفوا ! فقال أبو طالب في ذلك من الشعر يذكر مسيره برسول الله « صلى الله عليه وآله » ، وما أرادوا منه أولئك النفر ، وما قال لهم فيه بحيرا :