فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشاً بذلك ، وكان عند خديجة بنت خويلد فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء » . وروى في كمال الدين / 182 ، عن العباس عن أبي طالب « رحمه الله » ، بتفصيل وفيه : « لما فارقه بحيرى بكى بكاء شديداً وأخذ يقول : يا ابن آمنة ، كأني بك وقد رمتك العرب بوترها ، وقد قطعك الأقارب ! ولو علموا لكنت لهم بمنزلة الأولاد ، ثم التفت إليَّ وقال : أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة ، واحتفظ فيه وصية أبيك ، فإن قريشاً ستهجرك فيه فلا تبال ، وإني أعلم أنك لا تؤمن به ظاهراً ولكن ستؤمن به باطناً ، ولكن سيؤمن به ولد تلده وسينصره نصراً عزيزاً اسمه في السماوات البطل الهاصر ، وفي الأرض الشجاع الأنزع ، منه الفرخان المستشهدان ، وهو سيد العرب ورئيسها وذو قرنيها وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى ! فقال أبو طالب : والله قد رأيت كل الذي وصفه بحيرى وأكثر » . وفي العدد القوية / 132 ، عن ابن عباس ، عن أبي طالب ، أن بحيرا قال للنبي « صلى الله عليه وآله » : « يا من بذكره تعمر المساجد ، كأني بك قد قدمت الأجناد والخيل الجياد ، وتبعك العرب والعجم طوعاً وكرهاً ، وكأني باللات والعزى قد كسرتهما ، وقد صار البيت العتيق لا يملكه غيرك ، تضع مفاتيحه حيث تريد ، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه ، معك مفاتيح الجنان والنيران ، ومعك الذبح الأكبر وهلاك الأصنام ! أنت الذي لا تقوم الساعة حتى يدخل الملوك كلها في دينك صاغرة