شعر أبي طالب « رحمه الله » مصدر للسيرة قال الإمام الصادق « عليه السلام » : « كان أمير المؤمنين « عليه السلام » يعجبه أن يُرْوَى شعر أبي طالب وأن يُدَوَّن ، وقال : تَعَلَّمُوهُ وعلموه أولادكم ، فإنه كان على دين الله ، وفيه علمٌ كثير » . ( وسائل الشيعة : 17 / 331 ، وإيمان أبي طالب للمفيد / 10 ، ومكاتيب الرسول للأحمدي : 1 / 378 ) . وقد وصلنا منه نحو ألف بيت ، وهي تكشف حقائق مهمة من سيرة النبي « صلى الله عليه وآله » من قبل البعثة ، في كفالة عمه ومشاهدة الراهب بحيرا آياته « صلى الله عليه وآله » ، ومحاولة اليهود قتله ، ثم في بعثته وتكذيب قومه له « صلى الله عليه وآله » ، إلى قرب هجرته ! قال الصالحي الشامي في سبل الهدى : 2 / 142 : « وقال أبو طالب في هذه السفرة قصائد منها ما ذكره ابن إسحاق ، وأبو هفان في ديوان شعر أبي طالب . . الخ . » . وأبو هفان أقدم من جمع شعر أبي طالب « رحمه الله » وشرحه ، وهو عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزَّم البصري النحوي ، صاحب كتاب أشعار عبد القيس ( الذريعة : 14 / 195 ، وإيضاح المكنون : 2 / 49 ) . وذكره النجاشي كتبه في رجاله / 218 ، وقال : « مشهور في أصحابنا وله شعر في المذهب . وبنو مهزم بيت كبير بالبصرة في عبد القيس ، شيعة » . لكن أتباع السلطة لم يستفيدوا من شعر أبي طالب كما ينبغي ، وأعرضوا عنه لعقدتهم من ابنه علي والأئمة من ذريته « عليهم السلام » ! ولا عذر لهم حتى لو اعتبروا أبا طالب كافراً « رحمه الله » ، لأن شعره وثائق لشاهد وشريك في صناعة الحدث .