نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 84
مشتركان في أن لكل منها داعيا وعليه باعثا ، وإن لم يكن مشتركا في تناول المحبة ، فجعل اشتراكهما في دواعي المحبة اشتراكا في المحبة نفسها ، وأجرى اللفظ على ذلك . فإن قيل : كيف يقول وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن واكن من الجاهلين ؟ وعندكم أن امتناع القبيح منه ( ع ) ليس مشروط بارتفاع الكيد عنه بل هو ممتنع منه وإن وقع الكيد . قلنا أنما أراد يوسف ( ع ) إنك متى لم تلطف بي لما تدعوني إلى مجانبة الفاحشة وتثبتني على تركها صبوت ، وهذا منه انقطاع إلى الله تعالى وتسليم لأمره ، وأنه لولا معونته ولطفه ما نجي من الكيد ، والكلام وإن تعلق في الظاهر بالكيد نفسه فقال ( ع ) ( وإلا تصرف عني كيدهن ) فالمراد به إلا تصرف عني ضرر كيدهن لأنهن إنما أجرين بالكيد إلى مساعدته لهن على المعصية ، فإذا عصم منها ولطف له في الانصراف عنها كان الكيد مصروفا عنه من حيث لم يقع ضرره ، وما أجري به إليه ، ولهذا يقال لمن أجرى بكلامه إلى غرض لم يقع ما قلت شيئا . ولمن فعل ما لا تأثير له : ما فعلت شيئا . وهذا بين والحمد الله تعالى . تنزيه يوسف ( ع ) عن التعويل على غير الله : ( مسألة ) : فإن قيل : كيف يجوز على يوسف عليه السلام وهو نبي مرسل أن يعول في إخراجه من السجن على غير الله تعالى ويتخذ سواه وكيلا في ذلك ، في قوله للذي كان معه : ( أذكرني عند ربك ) حتى وردت الروايات إن سبب طول حبسه ( ع ) إنما كان لأنه عول على غير الله تعالى ؟ . ( الجواب ) : قلنا : إن سجنه ( ع ) إذا كان قبيحا ومنكرا فعليه أن يتوصل إلى إزالته بكل وجه وسبب ، ويتشبث إليه بكل ما يظن أنه يزيله عنه ، ويجمع فيه بين الأسباب المختلفة ، فلا يمتنع على هذا أن يضم إلى دعائه
84
نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 84