responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 83


فعله دون أفعالهم ، وإذا كان الأمر على ما ذكرناه ، فليس للمخالف أن يضمر في الكلام أن كوني في السجن وجلوسي فيه أحب إلي ، بأولى ممن أضمر ما ذكرنا ، لأن كلا الأمرين يعود إلى السجن ويتعلق به .
فإن قيل : كيف يقول السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وهو لا يحب ما دعوه إليه على وجه من الوجوه ، ومن شأن هذه اللفظة أن تستعمل بين شيئين مشتركين في معناها .
قلنا : قد تستعمل هذه اللفظة فيما لا اشتراك فيه ، ألا ترى أن من خير بين ما يكرهه وما يحبه ساغ له أن يقول : هذا أحب إلي من هذا ، وإن يخير هذا أحب إلي من هذا ، إذا كان في محبته ، وإنما سوغ ذلك على أحد الوجهين دون الآخر ، لأن المخير بين الشيئين في الأصل لا يخير بينهما إلا وهما مرادان له أو مما يصح أن يريدهما . فموضوع التخيير يقتضي ذلك ، وإن حصل فيما يخالف أصل موضوعه . ومن قال وقد خير بين شيئين لا يحب أحدهما : هذا أحب إلي ، إنما يكون مجيبا بما يقتضيه أصل الموضوع في التخيير ، ويقارب ذلك قوله تعالى ( قل أذلك خير أم جنة الخلد ) [1] ونحن نعلم أنه لا خير في العقاب ، وإنما حسن القول لوقوعه التقريع والتوبيخ على اختيار المعاصي على الطاعات . وأنهم ما أثروها إلا لاعتقادهم أن فيها خيرا ونفعا . فقيل أذلك خير على ما تظنوه وتعتقدونه أم كذا وكذا ، وقد قال قوم في قوله تعالى : ( أذلك خير ) : أنه إنما حسن لاشتراك الحالتين في باب المنزلة ، وإن لم يشتركا في الخير والنفع كما قال تعالى : ( خير مستقرا وأحسن مقيلا ) [2] ومثل هذا المعنى يتأتى في قوله :
رب السجن أحب إلي ، لأن الأمرين يعني : المعصية ودخول السجن ،



[1] الفرقان الآية 15
[2] الفرقان 24

83

نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست