نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 85
الله تعالى ورغبته إليه في خلاصه من السجن أن يقول لبعض من يظن أنه سيؤدي قوله : ( أذكرني ونبه على خلاصي ) وإنما القبيح أن يدع التوكل ويقتصر على غيره فإما أن يجمع بين التوكل والأخذ بالحزم فهو الصواب الذي يقتضيه الدين والعقل . ويمكن أيضا أن يكون الله تعالى أوحى إليه بذلك وأمره بأن يقول للرجل ما قاله . تنزيه يوسف عن إلحاق الأذى بأبيه : ( مسألة ) : فإن قيل : فما الوجه في طلب يوسف ( ع ) أخاه من إخوته ثم حبسه له عن الرجوع إلى أبيه مع علمه بما يلحقه عليه من الحزن ، وهل هذا إلا إضرارا به وبأبيه ؟ . ( الجواب ) : قلنا : الوجه في ذلك ظاهر لأن يوسف ( ع ) لم يفعل ذلك إلا بوحي من الله إليه ، وذلك امتحان منه لنبيه يعقوب عليه السلام وابتلاء لصبره ، وتعريض للعالي من منزلة الثواب ، ونظير لك امتحانه له ( ع ) بأن صرف عنه خبر يوسف ( ع ) طول تلك المدة حتى ذهب بالبكاء عليه ، وإنما أمرهم يوسف ( ع ) بأن يلطفوا بأبيهم في إرساله من غير أن يكذبوه ويخدعوه . فإن قيل : أليس قد قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون ، والمراودة هي الخداع والمكر . قلنا : ليس المراودة ما ظننتم ، بل هي التلطف والتسبب والاحتيال ، وقد يكون ذلك من جهة الصدق والكذب جميعا ، فإنما أمرهم بفعله على أحسن الوجوه فإن خالفوه فلا لوم إلا عليهم . تنزيه يوسف عن الكذب وتهمة إخوته : ( مسألة ) : فإن قيل : فما معنى جعل السقاية في رحل أخيه وذلك
85
نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 85