نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 80
يوسف ( ع ) دون زوجها ، لأن زوجها قد خانته في الحقيقة بالغيب ، وإنما أرادت أني لم أخن يوسف ( ع ) وهو غائب في السجن ، ولم أقل فيه لما سئلت عنه وعن قصتي معه إلا الحق ، ومن جعل ذلك من كلام يوسف ( ع ) جعله محمولا على إني لم أخن العزيز في زوجته بالغيب ، وهذا الجواب كأنه أشبه بالظاهر ، لأن الكلام معه لا ينقطع عن اتساقه وانتظامه . فإن قيل : فأي معنى لسجنه إذا كان عند القوم متبرئا من المعصية متنزها عن الخيانة قلنا : قد قيل إن العلة في ذلك الستر على المرأة والتمويه والكتمان لأمرها حتى لا تفتضح وينكشف أمرها لكل أحد ، والذي يشهد بذلك قوله تعالى : ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ) [1] وجواب آخر في الآية على أن الهم فيها هو العزم ، وهو أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير ، ويكون تلخيصه " ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها " ويجري ذلك مجرى قولهم : قد كنت هلكت لولا أن تداركتك ، وقتلت لولا أني قد خلصتك . والمعنى لولا تداركي لهلكت ولولا تخليصي لقتلت ، وإن لم يكن وقع في هلاك ولا قتل . قال الشاعر : ولا يدعني قومي صريخا لحرة * لئن كنت مقتولا ويسلم عامر وقال الآخر : فلا يدعني قومي ليوم كريهة * لئن لم اعجل طعنه أو اعجل فقدم جواب لئن في البيتين جميعا . وقد استبعد قوم تقديم جواب لولا عليها ، وقالوا لو جاز ذلك لجاز قولهم ، قام زيد لولا عمرو ، وقصدتك لولا بكر . وقد بينا بما أوردناه من الأمثلة والشواهد جواز تقديم جواب لولا ، وأن القائل قد يقول قد كنت قمت لولا كذا وكذا ، وقد كنت قصدتك لولا أن