responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 79


فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم ) [1] فالاستجابة تؤذن ببراءته من كل سوء ، وتنبئ أنه لو فعل ما ذكروه لكان قد يصرف عنه كيدهن . وقوله تعالى : ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) [2] والعزم على المعصية من أكبر السوء ، وقوله تعالى حاكيا عن الملك : ( ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) [3] ولا يقال ذلك فيمن فعل ما أدعوه عليه . فإن قيل : فأي معنى لقول يوسف : ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربى غفور رحيم ) [4] .
قلنا : إنما أراد الدعاء والمنازعة والشهوة ولم يرد العزم على المعصية ، وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر . وفي ذلك جواب آخر اعتمده أبو علي الجبائي واختاره ، وإن كان قد سبق إليه جماعة من أهل التأويل وذكروه ، وهو أن هذا الكلام الذي هو " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " إنما هو من كلام المرأة لا من كلام يوسف عليه السلام .
واستشهدوا على صحة هذا التأويل بأنه منسوق على الكلام المحكي عن المرأة بلا شك . ألا ترى أنه تعالى قال : ( قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق [5] أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ) [6] فنسق الكلام على كلام المرأة وعلى هذا التأويل يكون التبرؤ من الخيانة الذي هو ذلك " ليعلم إني لم أخنه بالغيب " من كلام المرأة لا من كلام يوسف ( ع ) ويكون المكنى عنه في قولها ( إني لم أخنه بالغيب ) هو



[1] يوسف 33 - 34
[2] يوسف 51
[3] يوسف 54
[4] يوسف 53
[5] حصحص الحق : بأن بعد كتمانه
[6] يوسف الآية 51 - 53

79

نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست