نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 45
صحيحا لايقا بأدلة العقل ، فإن احتمل تأويلا يطابقها تأولناه ووفقنا بينه وبينها . وهكذا نفعل فيما يروى من الأخبار التي تتضمن ظواهرها الجبر والتشبيه . فأما قوله ( ع ) إني سقيم ، فسنبين بعد هذه المسألة بلا فصل وجه ذلك ، وأنه ليس بكذب . وقوله بل فعله كبيرهم قد بينا معناه وأوضحنا عنه . وأما قوله ( ع ) لسارة أنها أختي ، فإن صح فمعناه أنها أختي في الدين ، ولم يرد أخوة النسب . وأما ادعائهم على النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ما كذب إبراهيم ( ع ) إلا ثلاث مرات ، فالأولى أن يكون كذبا عليه ( ع ) لأنه صلى الله عليه وآله كان أعرف بما يجوز على الأنبياء ( ع ) وما لا يجوز عليهم ، ويحتمل إن كان صحيحا أن يريد ما أخبر بما ظاهره الكذب إلا ثلاث دفعات ، فأطلق عليه اسم الكذب لأجل الظاهر ، وإن لم يكن على الحقيقة كذلك . تنزيه إبراهيم عن الشك في الله : ( مسألة ) : فإن قيل فما معنى قوله تعالى مخبرا عن إبراهيم عليه السلام : ( فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ) [1] والسؤال عليكم في هذه الآية من وجهين : أحدهما أنه حكي عن نبيه النظر في النجوم ، وعندكم أن الذي يفعله المنجمون من ذلك ضلال ، والآخر قوله ( ع ) إني سقيم . وذلك كذب . ( الجواب ) : قيل له في هذه الآية وجوه ( منها ) : أن إبراهيم ( ع ) كانت به علة تأتيه في أوقات مخصوصة ، فلما دعوه إلى الخروج معهم نظر إلى