نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 275
ه - وفاة عمرو إلى هنا انقضت ولاية عمرو الثانية على مصر بانقضاء أجله ، فاغتالت يد المنون رجلا من شجعان العرب وأبطالهم ودهاتهم ، كان غرة في جبين الإسلام ، ذا همة عالية ، وإقدام على المكاره في سبيل الوصول إلى متمناه ، اشتهر بتحببه إلى أهل مصر ببذل العدل فيهم فأحبوه وخضعوا له في ولايتيه الأولى والثانية حتى مات ، ففي يوم عيد الفطر سنة 34 للهجرة هبط نجم من النجوم الساطعة ، وتقوض ركن من أركان الدين ، وانكسفت شمس سعادة مصر ، وأفعمت قلوب الأهلين حزبا وكمدا ، فبكوا في فقد عمرو العدل والوفاء والجد والشجاعة والإقدام ، فكان هذا اليوم من أيام مصر المشهودة خيم فيه الحزن في جو البلاد قاصيها ودانيها . روى ابن عساكر قال : حضرنا عمرو بن العاص وهو في ساعة الموت ، فولى وجهه إلى الحائط وجعل يبكي طويلا فقال له ابنه ( ما يبكيك أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ، أما بشرك بكذا ؟ ) فأقبل عمرو بوجهه وقال : ( إن أفضل ما يعد على شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، ولكني قد كنت على أطباق ثلاث ، قد رأيتني وما أحد من الناس أبغض إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحب من أن أتمكن منه فأقتله ، فلو مت على تلك الطبقة كنت من أهل النار ، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقلت : ابسط يدك لأبايعك ، فبسط يده ، ثم إني قبضت يدي فقال : ( ما لك يا عمرو ؟ ) فقلت : أردت أن أشترط . فقال : ( تشترط ماذا ؟ ) فقلت : أن تغفر لي ما تقدم . فقال : ( أما عملت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان
275
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 275