نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 255
أولا : إلى أن يكسب له منا لوقت ما يمكنه من جمع جيشه وتقويته ولم شعثه ، وكان يعلم أن جيش علي متخاذل ، وقد وفق في هذا كله فتخاذل جيش علي . وليس أدل على ذلك من خروج الخوارج ، ومن عجز علي بعد انقضاء الهدنة عن تسريح جيش لقتال معاوية . ثانيا : وكان يرمي عمرو إلى أن يسوي بين علي ومعاوية بأن يجرد عليا من صفة الخلافة التي كان يدعيها ، وقد وصل إلى ذلك باتفاقه مع أبي موسى على خلع الرجلين وجعل الأمر شورى بين المسلمين . ولم يكن عمرو يشك في أن عليا لن يقبل هذا الحكم ، وفي أن أهل العراق لن يقبلوه أيضا ، ولكنه كان يشك في أنه سيكسب طائفة القراء والمتورعين ، وربما كسب الصحابة الذين اعتزلوه ، وليس هذا بالشئ القليل . وعلى كل حال فاستخلاف معاوية بن أبي سفيان توقف بلا ريب على ما كان بين عمرو وأبي موسى من البون الشاسع في المقدرة السياسية ودرجة إخلاص كل منهما ، وما أوتيه عمرو من المكر والدهاء والمكيدة التي اشتهر بها لدى العرب كافة . أما من حيث إخلاص كل من الرجلين وتفانيهما في نصرة صاحبيهما . . عمرو بن العاص قد اختاره معاوية لاعتقاده بمقدرته وحنكته في تذليل أمثال هذه الصعوبة ، ورضي به أهل الشام عن طيبة خاطر ، وأكره علي على اختيار أبي موسى ، ولم يكن ليرضى به حكما لأسباب منها : أولا : لأنه كان يعلم علم اليقين أن مثل أبي موسى لا يقوى على مناظرة داهية العرب ، وأنه مغلوب على أمره لا محالة ، ذلك لأن أبا
255
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 255