نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 254
لأنفسهم من أحبوا . فقال له عمرو : إن الرأي ما رأيت وقال : يا أبا موسى أعلمهم بأن رأينا قد أجتمع واتفق . فتكلم أبو موسى : إن رأيي ورأي عمرو قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح الله عز وجل به أمر هذه الأمة . فقال عمرو : صدق تقدم يا أبا موسى فتكلم . فتقدم أبو موسى ثم قال : أيها الناس ، إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر أصلح لأمرها ولم شعثها من أمر أجمع رأيي ورأيه عليه ، وهو أن نخلع عليا ومعاوية فتستقبل هذه الأمة هذا الأمر فيولوا منهم من أحبوا عليهم ، وأني قد خلعت عليا ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رأيتموه لهذا الأمر أهلا . ثم أقبل عمرو بن العاص فقام مقامه فحمد الله وأثنى عليه وقال ! إن هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه ، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه ، وأثبت صاحبي معاوية ، فإنه ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه ، والطالب بدمه ، وأحق الناس بمقامه ، فتنابزا ، وركب أبو موسى راحلته ولحق بمكة ، ثم انصرف أهل الشام إلى معاوية وسلموا عليه بالخلافة ( 1 ) . ونحن نشك في هذا ونميل إلى ما قاله المسعودي وهو ( ج 1 ص 27 ) إنه لم يكن بين الحكمين غير ما كتب في الصحيفة ، وإقرار أبي موسى بأن عثمان قتل مظلوما وغير ذلك ، وأنهما لم يخطبا وإنما كتبا صحيفة فيها خلع علي ومعاوية ، وأن يولي المسلمون من أحبوا . وهنا تظهر قيمة عمرو السياسية ، فإنه لم يكن يرمي مباشرة إلى استخلاف معاوية ، لأنه كان يعلم أن هذا أمر لا ينال إلا بالسيف ، وإنما كان يرمي :
1 - روى الطبري أن عبدا بن العباس قال لأبي موسى حين أراد عمرو أن يتقدمه أبو موسى : ويحك إني والله لأظن عمر قد خدعك ، إن كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه فيتكلم بذلك الأمر قبلك ، ثم تتكلم أنت بعد فإن عمرا رجل غادر ولا آمن أن يكون قد أعطاك الرضى فيما بينك وبينه ، فإذا قمت في الناس خالفك .
254
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 254