نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 256
موسى رجل ديني لم يذق للسياسة طعما ، وهذه المسألة فضلا عن كونها دينية بحتة ، إلا أنها تحتاج إلى الحنكة والدراية بالأمور السياسية أكثر مما تحتاج إلى الالمام والتعمق في أصول الدين ، فكانت النتيجة خذلانه وتفوق عمرو عليه ( 1 ) . ثانيا : كذلك لم يكن علي ليرضى بأبي موسى حكما لأنه ليس بثقة ، فقد فارقه وخذل الناس عنه حين جاءه أهل الكوفة يستشيرونه في الخروج مع علي فقال لهم : أما سبيل الآخرة ، فإن تقيموا وأما سبيل الدنيا فإن تخرجوا . وقال : أما والله إن بيعة عثمان رضي الله عنه في عنقي ، فإن لم يكن بد من قتال لا نقاتل أحدا حتى يفرغ من قتلة عثمان إلا قتلوا حيث كانوا . وأبو موسى رجل يكره الفتن كما يظهر من قوله لأهل الكوفة : ولا تكلفوا الدخول في هذا . فإنها فتنة صماء النائم فيها خير من اليقظان ، واليقظان فيها خير من القاعد ، والقاعد خير من القائم ، والقائم خير من الراكب ، فكونوا جرثومة من جراثيم العرب فاغمدوا السيوف ، وانصلوا الأسنة ، واقطعوا الأوتار وآووا المظلوم والمضطهد حتى يلتئم هذا الأمر وتنجلي هذه الفتنة - وغير ذلك من الأقوال التي تثبط الهمم وتضعف العزائم . ويظهر أن تثبيط أبي موسى الناس عن علي كان لتوهمي إيواءه قتلة عثمان ، فكان يرى ضرورة قتل هؤلاء النفر ووجوب قتالهم شرعا ، كما يتبين من أحد خطبه من قوله : فثبطوا أيها الناس ، واجلسوا في بيوتكم إلا عن قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
1 - وفي ذلك يقول عبد الله بن عباس : أبا موسى بليت وكنت شيخا * قريب العفو مخزون اللسان وما عمرو صفاتك يا ابن قيس * فيا لله من شيخ يماني فأمسيت العشية ذا اعتذار * ضعيف الركن منكوب العنان تعض الكف من ندم وماذا * يرد عليك عضك للبنان .
256
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 256