نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 253
يقتله أو يعجز عنه ؟ قال أبو موسى : يلي . فقال عمرو للكتاب : أكتب . وأمره أبو موسى فكتب ، قال عمرو : فإنا نقيم البينة على أن عليا قتل عثمان . قال أبو موسى : هذا أمر حدث في الإسلام وإنما اجتمعنا لله فهلم إلى أمر يصلح الله به أمة محمد . قال عمرو : وما هو ؟ قال أبو موسى : قد علمت أن أهل العراق لا يحبون معاوية أبدا وأن أهل الشام لا يحبون عليا أبدا ، فهل نخلعهما جميعا ونستخلف عبد الله بن عمر ؟ فعمد عمرو إلى كل ما قاله أبو موسى فصوبه وعدد له جماعة وأبو موسى يأبى ذلك إلا ابن عمر ، فأخذ عمرو الصحيفة وطواها بعد أن ختماها جميعا . إ ه . ويظهر للمتأمل فيما كتب في هذه الصحيفة التي وافق أبو موسى على كل ما شملته وإقراره بأن عثمان قتل مظلوما ، وأن لمعاوية الحق في أن يطلب بدمه المسفوك ، وأن عليا قتله بدليل إيوائه قتلته ( ولو ذهب أعداؤه ) بحيث أن من أراد أن يبدي رأيه فيها يقف عليه مما دون بهذه الصحيفة بحسب ما نرى ، يكون ارتيابه في علي أكثر منه في معاوية ، وما ذلك إلا من جراء تفوق عمرو على نظيره في ذلك الاجتماع التاريخي الهام تفوقا جعله يقر بكل ما كان يرمي إليه عمرو ، حتى تمكن هذا من تنفيذ غرضه ، والوصول إلى غايته ، وهي خلع علي بن أبي طالب ، وتثبيت معاوية بن أبي سفيان . . . ولا يفوتنا أن عمرا إنما أراد أن يقدم أبا موسى عليه في الكلام ليكون الخلع من جانبه أولا ، ثم يكون لعمرو الخيار في أن يخلعهما معا أو يخلع عليا ويثبت معاوية كما سيأتي : قال الطبري : قال عمرو : ( بعد أن عددا أسماء كثيرين من الصحابة لتولية الخلافة وأبى الفريقان ) : ما رأيك ؟ قال أبو موسى : رأيي أن نخلع هذين الرجلين ، ونجعل الأمر شورى بين المسلمين ، فيختارون
253
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 253