نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 245
مكفهرا ، وعلى قد أحرز النصر المبين في واقعة الجمل ، وعزم على الزحف على الشام لانتزاعها من معاوية ، ولم تخف على عمرو أحقية علي بالخلافة بعد عثمان وشجاعته في الطعن والنزال . فهل يتوهم متوهم أن السذاجة قد بلغت بعمرو أن يكون أول من يبايع معاوية ، وحالة الأمة السياسية في ذلك الظرف المقلق لم تكن لتخفى عليه ؟ والظاهر أن هذه المبايعة التي زعمها المؤرخون ليست إلا تحالفا واتحادا على التعاون ، فإن معاوية كان يهمه كثيرا أن تكون مبايعة عمرو له علانية أمام وجوه أهل الشام وغيرهم ممن ينتصرون له ، ليكون لهم قدوة في البيعة ، وهذا ما لم يقله أحد من المؤرخين فيما وقفنا عليه من كتب التاريخ ، فلم يذكروا في أي مكان وقعت بيعة عمرو لمعاوية وأمام أي ملأ من الناس ، بل تركوا هذه اليقظة مبهمة غامضة مع أهميتها . بلغ عليا أن معاوية قد استعد للقتال ومعه أهل الشام ، فسار من الكوفة إلى صفين في تسعين ألفا لخمس بقين من شوال سنة 36 ه ، وسار معاوية من الشام في خمسة وثمانين ألفا على ما رواه المسعودي ، وعسكر في موضع سهل على الفرات ، وبات علي وجيشه في البر عطاشا قد حيل بينهم وبين الورود إلى الماء ، فقال عمرو بن العاص لمعاوية : إن عليا لا يموت عطشا هو وتسعون ألفا وسيوفهم على عواتقهم فدعهم يشربون ونشرب . فقال معاوية : لا والله أو يموتوا عطشا كما مات عثمان ، فقال أحد جند علي . أيمنعنا القوم ماء الفرات * وفينا الرماح وفينا الجحف وفينا علي له صولة * إذا خوفوه الردى لم يخف ونحن غداة لقينا الزبير * وطلحة خضنا غمار التلف فما بالنا أمس أسد العرين * وما بالنا اليوم شاة النجف
245
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 245