responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 183


الرحمن يريد الإسكندرية في سفينة فاحتاج إلى رجل يجدف فتسخر رجلا من القبط فكلم في ذلك فقال : إنما هم بمنزلة العبيد إن احتجنا إليهم .
وقد ذكر المقريزي أن عمرو بن العاص قال : لقد قعدت مقعدي هذا ، وما لأحد من قبط مصر على عهد ولا عقد . وعن يحيى بن بكير أن مصر كان فتح بعضها بعهد وذمة وبعضها عنوة فجعلها عمر بن الخطاب جميعا ذمة .
ولكن إذا عرفنا أن مصر فتحت بالسيف واستولى عليها العرب بعد أن طردوا الروم منها ، وهم المسلطون عليها ، فلا نحجم عن القول بأنها فتحت عنوة ، وإن المؤرخين الذين ساروا على هذا الرأي قد نظروا إلى الفتح من الوجهة العسكرية وهو صحيح ، بدليل قول عمرو بن العاص ( لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر على عهد ولا عقد ) والظاهر أن الذين يميلون إلى القول بأن مصر فتحت عنوة يستدلون بما كان من الحرب بالفرما وبلبيس وأم دنين والإسكندرية ، وكون هذه البلاد لم تفتح إلا بعد جهاد ونضال .
ولكن لا نغفل نص الصلح الذي كان بين عمرو والمقوقس ، وهو متداول معروف . رواه أكثر المؤرخين المعدودين كالطبري وابن عبد الحكم والبلاذري والمقريزي والمسعودي ، ومنه يعلم أن عمرا أبى أن يقسم الغنائم قبل أن يكتب لعمر بن الخطاب ، فكتب إليه عمر يأمره بإجابة المصريين إلى دفع الجزية والخراج .
هذا يدل على سياسة رشيدة من جانب كل من عمر وعمرو ، الذي لا بد أن يكون قد اقترح على أمير المؤمنين أن يعامل المصريون معاملة من فتحت بلادهم صلحا لكي يتآلف بذلك قلوبهم . وهذا يحدث

183

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست