نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 143
فألح المقوقس على عبادة وأصحابه أن يجيبوه إلى خصلة غير هذه الثلاث خصال . فرفع عبادة يديه وقال : لا ورب هذه السماء ورب هذه الأرض ورب كل شئ ، ما لكم عندنا خصلة غيرها فاختاروا لأنفسكم . فقال المقوقس لمن حوله : أجيبوني وأطيعوا القوم إلى خصلة من هذه الثلاث فوالله ما لكم بهم طاقة ، وإن لم تجيبوا إليهم طائعين لتجيبنهم إلى ما هو أعظم منها كارهين ( 1 ) . أه . رجع المقوقس وأصحابه إلى الحصن حيث عقد اجتماعا يعرض عليه حالهم وحال المسلمين إزاءهم ، فأبوا أن يذعنوا لسلطان العرب وخالفوا المقوقس ، وقبحوا رأيه ، وعولوا على مواصلة القتال . ومن هنا ظهر الخلاف بين روايات المؤرخين ظهورا بينا بحيث يصعب أن يقف على ما كان بين المسلمين والروم قبل أن يعقد المقوقس مع عمرو الصلح ، ويكتب بذلك إلى هرقل . 1 - ذكر ابن عبد الحكم والمقريزي : أن شروط عمرو قد رفضت فألح المسلمون عند ذلك بالقتال حتى ظفروا بمن في القصر وقتلوا منهم خلفا كثيرا . ولما رأى المحاصرون ذلك قبلوا ما كان قد حملهم عليه المقوقس وأذعنوا بالجزية ( 2 ) . 2 - وقد ذكر السيوطي : أنه بعد انصراف عبادة بن الصامت نصح المقوقس لأصحابه أن يعملوا برأيه فيؤدوا الجزية للعرب ، فرضوا بذلك ، وطلب المقوقس الاجتماع بعمرو وببعض أصحابه فاجتمعوا واصطلحوا على أن يكتب بذلك
1 - راجع فتوح مصر لابن عبد الحكم ( ص 59 - 63 ) ، والخطط للمقريزي ( ج 2 - ص 290 - 293 ) 2 - ذكر مؤرخو العرب أن الحصار انتهى إلى هذا الحد وأن المسلمين استولوا على الحصن وأن المقوقس أبرم شروط الصلح مع عمرو نفسه عن القبط ، وهو يخالف ما ذكره بطلر ( ص 264 ) أن هرقل استدعى المقوقس إلى القسطنطينية حيث أنبه واتهمه بالخيانة ونفاه وهدده بالقتل .
143
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 143