responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 142


من النيا أكلة يأكلها يسد بها جوعه لليله ونهاره ، وشملة يلتحفها ، فإن كان أحدنا لا يملك إلا ذلك كفاه ، وإن كان له قنطار من ذهب أنفقه في طاعة الله ، واقتصر على هذا الذي بيده . إنما النعيم والرخاء في الآخرة ، وبذلك أمرنا الله ، وأمرنا به نبينا وعهد إلينا أن لا تكون همة أحدنا من الدنيا إلا ما يمسك جوعته ويستر عورته ، وتكون همته وشغله في رضوانه وجهاد عدوه . أه‌ . باختصار .
فأمن المقوقس على كلام عبادة ، وأراد أن يسلك طريق الارهاب المصوغ في قالب النصيحة فقال : أيها الرجل قد توجه إلينا لقتالكم من جمع الروم ما لا يحصى عدده ، قوم معروفون بالنجدة والشدة ما يبالي أحدهم من لقي ولا من قابل ، وإنا لنعلم أنكم لن تقدروا عليهم ، ولن تطيقوهم لضعفكم وقلتكم ، وقد أقمتم بين أظهرنا شهرا وأنتم في ضيق وشدة من معاشكم وحالكم ، ونحن نرق عليكم لضعفكم وقلتكم وقلة ما بين أيديكم ، ونحن تطيب أنفسنا أن نصالحكم على أن نفرض لكل رجل منكم دينارين دينارين ولأميركم مائة دينار ولخليفتكم ألف دينار ، فتقبضونها وتنصرفون إلى بلادكم قبل أن يغشاكم مالا قوام لكم به . أه‌ .
فقال عبادة : يا هذا لا تغرن نفسك ولا أصحابك ما تخوفنا به من جمع الروم وعددهم وكثرتهم ، وأنا لا نقوى عليهم ، فلعمري ما هذا بالذي تخوفنا به ، ولا بالذي يكسرنا عما نحن فيه . . . إن قتلنا عن آخرنا كان أمكن لنا في رضوانه وجنته ، وما من شئ أقر لأعيننا ولا أحب إلينا من ذلك . وإن الله عز وجل قال في كتابه ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) وما منا رجل إلا وهو يدعو ربه صباحا ومساء أن يرزقه الشهادة ، وأن لا يرده إلى بلده ولا إلى أرضه ، ولا إلى أهله وولده ، فانظر الذي تريد فبينه لنا فليس بيننا وبينكم خصلة نقبلها منك ولا نجيبك إليها إلا خصلة من ثلاث خصال ، فاختر أيها شئت ولا تطمع نفسك في الباطل . أه‌ .

142

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست