responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 141


رأينا قوما الموت أحب إليهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من الرفعة - ليس لأحد في الدنيا رغبة ولا نهمة ، وإنما جلوسهم على التراب ، وأكلهم على ركبهم وأميرهم كواحد منهم ، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ، ولا السيد فيهم من العبد ، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد ، يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم .
فأرهب المقوقس هذا الكلام ، وعلم أن قوما هذه حالهم سوف يقتحمون الحصن ، وينتصرون عليهم . وأشار على قومه باغتنام فرصة الصلح قبل فواتها . فأجيب إلى طلبه . فأرسل إلى المسلمين أن يبعثوا رسلا منهم يتداعى معهم إلى ما عسى أن يكون فيه صلاح للفريقين .
فبعث عمرو بن العاص إليهم عشرة رجال عليهم عبادة بن الصامت ، وأمره عمرو أن يكون متكلم القوم - وأن لا يجيبهم إلا إلى إحدى هذه الخصال الثلاث - فلما دخلت رسل المسلمين إلى المقوقس ، هاب هذا عبادة لسواده وفرط طوله ، وأراد أن يتقدم إليه غيره ليكلمه فقال المسلمون : إن هذا الأسود أفضلنا رأيا ، وهو سيدنا وخيرنا والمقدم علينا ، وإنا نرجع جميعا إلى قوله ورأيه ، وقد أمره الأمير دوننا بما أمره به . أه‌ .
ونحن نرى أن المقوقس قد توهم أن عمرو أمر عبادة - هذا الأسود - أن يكون متكلم القوم تصغيرا لشأن المقوقس ، وإلا فإن المقوقس لم يعدم أن يكون في قصره العشرا ت من العبيد .
فلم ير المقوقس بدا من محادثة ومفاوضة عبادة . وابتداء هذا الحديث وقال : إنما أنما رغبتنا وهمتنا الجهاد في الله ، وليس غزونا عدونا ممن حارب الله لرغبة في دنيا ، ولا طلب للاستكثار منها ، إلا أن الله عز وجل قد أحل لنا ذلك : وجعل لنا ما غنمنا من ذلك حلالا . وما يبالي أحدنا إن كان قنطار من ذهب ، أو كان لا يملك إلا رهما ، لأن غاية أحدنا

141

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست