نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 123
المسلمين . وفي 6 يونية وصل المدد إلى ( هليوبوليس ) أو عين شمس التي اتخذها عمرو مركزا لقيادته ، وشرع يعد للموقعة الدانية عدتها . 2 - واقعة هليوبوليس : أما ( تيودور ) قائد الروم فقد عول على أن يسير بعشرين ألفا من جند الروم يريد أن يزحزح بهم جند المسلمين عن ( هليوبوليس ) ، على أن هذا الرأي كان ولا ريب في مصلحة عمرو بن العاص الذي رغب في أن يشتبك مع الروم في العراء . حيث يسهل عليه كسرهم أكثر مما لو تحصنوا في حصن بابليون المنيع . فزحف ( تيودور ) على عين شمس فوضع عمرو كمينا في موضع خفي من الجبل الأحمر ( 1 ) وآخر في النيل قريبا من أم دنين ولاقى ( تيودور ) بالفريق الأكبر من الجيش . ونشب القتال في منتصف المسافة بين الجيشين تقريبا في حي العباسية الآن . وقد أيقن الفريقان أن على النجاح في هذا الميدان يتوقف حظ مصر ، فحمى وطيس القتال بين الفريقين ، ولما بلغ أشده خرجت قوة خارجة بن حذافة من الجبل وانقضت كالصاعقة على ساقة الروم . فاختل نظام جندهم وعرجوا إلى الغرب نحو أم دنين . فقابلتهم قوة العرب وأصبحوا بذلك بين جيوش العرب الثلاثة التي سحقتهم سحقا فلم يبق منهم سوى عدد قليل سار يعضهم في النيل وفر البعض الآخر رجالا إلى بابليون ( 2 ) . وقد ذكر ( تاريخ مصر إلى الفتح الإسلامي ) المقرر تدريسه بالمدارس الثانوية أنه لم يبق من جند الروم عقب هزيمتهم في واقعة عين شمس سوى 300 مقاتل . وقد أخذ هذا من كتاب ( بطلر ) الذي يقول : إن العرب المنتصرة استولوا ثانية على أم دنين ، وقد قتل جميع